إذا كنت تحب الذهاب إلى صالات الرياضة لمُمارسة التمارين الرياضية بشكل جيد، فهناك احتمال كبير أن تُصاب بآلام العضلات من حين لآخر. يعتقد البعض أن آلام العضلات مكافأة وأنها علامة على تأدية التمارين بشكل جيد. قد تكون كذلك ولكنها قد تكون أيضًا نتيجة عكسية.

التمارين الرياضية تؤدي إلى إحداث جهد على العضلات الهيكلية وهذا يُحدث تمزقات صغيرة في أنحاء الألياف العضلية. ثم يُعاد بناء تلك التمزقات في الوقت الذي يلي التمارين الرياضية بمعدّل يعتمد على كمية الجهد الذي تعرّضت له. وهذه علامة على أن الجسم يعيد بناء نفسه لينمو ويصبح أقوى. إذن كيف يمكن أن تكون نتائج عكسية؟

عندما يتأخر ظهور آلام العضلات أو DOMS. إنها ظاهرة تحدث بعد ممارسة التمارين الرياضية ولكن ليس بعدها مباشرة دائمًا. في بعض الأحيان يمكن لDOMS أن تحدث بعد أيام من ممارسة الرياضة وقد تُحدث قدرًا كبيرًا من آلام العضلات أو الشعور بعدم الراحة. وهنا قد تصبح الآلام ذات نتائج عكسية. فقد تُسبّب ظاهرة DOMS انخفاضًا في القوة ومجال الحركة ورغبة الشخص في التحرُّك.

هناك العديد من الأطعمة والمُكملات الغذائية  يمكنها المساعدة في تخفيف آلام العضلات ومعالجتها. لنناقش بعضًا منها وكيفية عملها.

فيتامينات ب وج

هناك بعض الفيتامينات التي يمكنها المساعدة في تعافي العضلات وتتضمّن فيتامينات ب و ج. وهي فيتامينات قابلة للذوبان في الماء يلعب كلا منهما  دورًا في تقليل آلام العضلات. يُقال أن فيتامين ج يُحفّز التعافي بعد ممارسة الرياضة بما يحتوي عليه من خصائص إصلاح الأنسجة كما يُقلّل جهد التأكسد على الجسم. فيتامينات ب لها وظائف متنوعة ولكن فيتامين ب6 تحديدًا يُحسّن قدرات أجسامنا على إنتاج المغذيات والأحماض الأمينية. قد يصبح هذا مفيدًا عندما تحتاج أجسامنا إلى تحليل مركّبات مثل البروتين وأطعمة أخرى للتزوّد بالطاقة.

الكركم

الكركم هو نوع من التوابل الطبيعية يأتي من عائلة الزنجبيل وموطنه في جنوب شرق آسيا. يستخدم كثير من الأشخاص مكملات الكركم الغذائية لما لها من خصائص مُضادة للأكسدة ومضادة للالتهاب وخَصائص مقوية للمفاصل والعضلات. يحتوي الكركم على مادة الكركمين وهي أحد المكوّنات الرئيسية في جذر الكركم التي تلعب دورا في قدراته المضادة للأكسدة.  

وقد اقترحت الأبحاث العلمية أن الكركم والكُركمين قد يكونا عنصرين فعّالين في تخفيف التهاب المفاصل و آلام العضلات متأخرة الظهور. قامت دراسة أجريت عام 2015 بتحليل تأثير مكمّل الكركمين على الآلام المتعلّقة بالأداء الرياضي وتورّم  العضلات لدى 17 رجلًا. وطلب الباحثون من الرجال تناول مكمّل الكركمين قبل يومين من ممارسة تمارين شاقة للساقين وحتى ثلاثة أيام بعد التمارين.

بعد مرور يوم ويومين بعد التمارين الرياضية، اختبر الباحثون أداء الرجال في القفز على ساق واحدة وقاموا بإعطائهم استبيان لتقييم مستوى الألم لديهم. وجد الباحثون أن من تناولوا مكمّل الكُركمين كان أداؤهم أفضل قليلًا في اختبار القفز وشَعروا بألم أقل فيما يتعلّق بآلام العضلات.

الكَافيين

يُستخدّم الكافيين كمنشط وكعامل مساعد لتحسين الأداء في صالات الرياضة. يُنشّط هذا المكمّل الغذائي الجهاز العصبي في الجسم وهذا يُنتج بدوره تفاعلات عديدة داخل الجسم. أحد الآثار المتعددة التي يُحدثها الكافيين في الجسم هي قدرته على لعب دور في تخفيف آلام العضلات. لذا اقترحت دراسة أجريت عام 2013 أن استهلاك الكافيين قبل ممارسة الرياضة قد أدى إلى تحسّن في الأداء ولكنه خفّف أيضًا التورّم والآلام المرتبطة ب DOMS بعد الانتهاء من ممارسة الرياضة.

إخلاء مسؤولية: ينبغي أن يكون استهلاك الكافيين بشكل معتدل ويوصى دائمًا بمُراجعة طبيب مختص قبل استهلاك الكافيين بانتظام.

القرفة

القرفة هي أحد التوابل الطبيعية الأخرى التي تُستخدّم غالبًا لنَكهتها وتأثيرها على حساسية الأنسولين ونَشاطها المضاد للأكسدة.أحد الخصائص الإيجابية العديدة التي تأتي مع نشاط القرفة المضاد للأكسدة في الجسم هي قدرتها على المساعدة في تخفيف آلام العضلات. على سبيل المثال، بحثت دراسة أجريت عام 2013 في أثر تناول 3 جرامات من إمّا مكمل الجنزبيل ومكمل القرفة أو من الدواء الوهمي على آلام العضلات لدى ست سيدات أصحاء. وجد الباحثون أن القرفة ساعدت في تخفيف آلام العضلات أكثر من الزنجبيل ومَجموعة الدواء الوهمي.

عصير الكرز

عصير الكرز هو علاج طبيعي آخر لتخفيف تورّم وآلام العضلات. يُعد الكرز الحامض مفيدًا بسبب ارتفاع نسبة المركبات المضادة للأكسدة ومضادات الالتهاب به مما قد يساعد في تخفيف التهاب العضلات الذي قد يحدث بسبب التمارين الرياضية الشاقّة.

بحثت دراسة أجريت عام 2010 حالة 54 من العدّائين الأصحاء (36 من الذكور و18 من الإناث) ركضوا حوالي 26 كيلومترًا في 24 ساعة وكيف يمكن أن يكون عصير الكرز الحامض قد لعب دورًا في تخفيف آلام العضلات لديهم بعد الركض. طلب الباحثون من العدّائين تناول 355 مل (حوالي كوب ونصف) من العصير مرتين يوميًا لمدة سبعة أيام قبل الركض وفي اليوم الذي ركضوا خلاله. لدى سؤالهم، اكتشف الباحثون أن من تناولوا عصير الكرز الحامض تعرّضوا لآلام أقل ممن استخدموا الدواء الوهمي.

آلام العضلات قد تحدث كنتيجة لممارسة الرياضة واتباع نمط حياة صحي ولكن الآلام المُفرطة قد تحدث آثارًا عكسية تؤثر على الصحة العامة للفرد. إذا تعرّضت للآلام المفرطة، جرّب واحدًا من تلك المكمّلات الغذائية وقد يُصبح وسيلة نافعة لتخفيف آلام العضلات وزيادة سرعة التعافي لديك.

المراجع:

  1. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/25795285
  2. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/24164961
  3. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/23717759
  4. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2874510