إخلاء مسؤولية:لا تهدف هذه المدونة إلى تقديم التشخيص...
لا تهدف هذه المدونة إلى تقديم التشخيص أو العلاج أو المشورة الطبية. اقرأ المزيد. المحتوى المقدم في هذه المدونة هو لغرض تقديم معلومات فقط. يرجى استشارة الطبيب أو غيره من متخصصي الرعاية الصحية فيما يتعلق بأي تشخيص طبي أو خيارات العلاج. لا ينبغي اعتبار المعلومات الواردة في هذه المدونة بديلاً عن نصيحة أخصائي الرعاية الصحية. لم تتم الموافقة على الادعاءات المقدمة حول منتجات محددة في هذه المدونة لتشخيص المرض أو علاجه أو الوقاية منه.
بقلم الدكتورة باتريشيا جربارج، دكتوراه في الطب، والدكتور ريتشارد ب. براون، دكتوراه في الطب
Acetyl-L-Carnitine (ALC أو ALCAR) أجريت دراسة على هذا المستحضر كعلاج جديد للاكتئاب والخلل المعرفي ومرض الزهايمر واضطراب تشتت الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) وفقد السمع الناتج عن الضوضاء، والجرعات الزائدة من acetaminophen (مثل Tylenol)، والاعتلال الدماغي الكبدي وأمراض أخرى.
L-Carnitine عبارة عن حمض أميني يوجد في الأساس في اللحوم ومنتجات الألبان. عند تناول L-carnitine يمكن أن يتحول إلى acetyl-l-carnitine ALCAR الذي ينتقل إلى جميع أجزاء الجسم ويعبر الحواجز بين الدم وبين المخ لكي يشارك في المهام الخلوية الحيوية. على سبيل المثال ALCAR ضروري لوظائف أغشية الخلايا والناقلات العصبية وأيض الأحماض الدهنية الأساسية وأيض مواد الطاقة وحماية مضادات الأكسدة (Pettegrew et al., 2000). تُرجح دراسات الطب الوقائي أن ALCAR قد يعمل على زيادة المرونة العصبية (قدرة الخلايا العصبية على إنتاج موصلات جديدة) وتخلق النسيج العصبي (نمو خلايا جديدة في المخ) في الحُصين (مركز تخزين الذكريات العاطفية) والقشرة الجبهية الأمامية (مستويات التفكير الأعلى وضبط الانفعالات العاطفية) (Wang and Pae 2017)
على الرغم من أن ALCAR بصفة عامة أكثر أماناً وأقل في الآثار الجانبية عن مضادات الاكتئاب الأخرى والأدوية المستخدمة في علاج الاختلال المعرفي إلا أن له بعض المساوئ. أولها أن ALCAR بطيء التأثير. يمكن أن تُرى فوائده خلال مدة تتراوح من شهرين لأربعة أشهر. ثاني هذه المساوئ هو اضطرار العديد من المرضى إلى تناول عدد كبير من الأقراص يصل في المتوسط إلى ثلاث أقراص 500 ملجم مرة أو مرتين يومياً. ثالث هذه المساوئ أن ALCAR قد يكون له الآثار الجانبية التالية: الإسهال، ورائحة البول الكريهة، والإمساك والدوار والتخمة (عسر هضم أو ألم في المعدة). من بين الآثار الجانبية الأقل شيوعاً الأرق والانفعال أو الاهتياج وزيادة الشهية.
على الرغم من إجراء 10 دراسات عشوائية مزدوجة التعمية باستخدام دواء كاذب (DBRPC) على علاج مستحضر ALCAR للاكتئاب، فقد أظهرت هذه الدراسات أن الفوائد الجمة لهذا المستحضر كانت في المرضى كبار السن المصابين باكتئاب خفيف (اكتئاب مزمن أو متوسط أو طفيف)، وأيضاً الذين لديهم أمراض مثل الالتهاب العضلي الليفي أو السرطان (Wang et al. 2014). وقد استخدمت العديد من الدراسات الأقدم منهجية وطرق بحث يمكن أن نعتبر أنه ليس لها أهمية كبيرة بمعايير اليوم.
كما أن ALCAR يفيد كثيراً المرضى المصابين بالاكتئاب. وقد يكون هذا ناتج عن الآثار الإيجابية العامة للمستحضر على وظائف الخلايا وأيضا مواد الطاقة والناقلات العصبية. كما أن كبار السن قد يكون لديهم مرض يُعرف باسم "الاكتئاب الوعائي" ويُقصد به الاكتئاب الناتج عن انخفاض وصول الدم لمناطق في المخ مسؤولة عن الحالة المزاجية أو الوظائف المرتبطة بالحالة المزاجية. في هذه الحالات فإن تعزيز وصول الدم أو وصول كمية كافية من الدم للمخ يمكن أن يحسن الحالة المزاجية وإدراك البيئة المحيطة ووظائف الإدراك والذاكرة والسلوك.
على الرغم من أن ALCAR من بين أوائل المستحضرات التي ينبغي استخدامها أولاً في علاج الاكتئاب الحاد، ينبغي أن نضع في اعتبارنا أن مرضى الاكتئاب الجزئي أو عدم وصول كمية كافية من الدم للأوعية المخية أو التهاب الأنسجة أو عدم القدرة على تحمل أدوية مضادات الاكتئاب التي يكتبها الأطباء.
منذ ثمانينيات القرن العشرين أجريت أبحاث كثيرة على استخدامات ALCAR في علاج أمراض تدهور الخلايا العصبية ومنها ضعف الإدراك المرتبط بالسن واعتلال الإدراك المتوسط والخرف الوعائي ومرض الزهايمر. من هذه الدراسات يمكننا أن نعرف بسهولة نوعية الأفراد الذين قد تكون احتمالات استجابتهم لمستحضر ALCAR أعلى من غيرها.
وجدت الدراسات التي أجريت على الاختلال المعرفي والخرف أن مستحضر ALCAR أكثر فاعلية في المرضى الذين لا تصل كمية كبيرة من الدم للأوعية المخية لديهم وهو الأمر الذي يسهم في ضعف القدرات العقلية. عندما نكبر في السن يقل وصول الدم للشعيرات الدموية الدقيقة ما يؤدي إلى نقص وصول الأكسجين والعناصر الغذائية لخلايا المخ. وعندما تضعف الخلايا فإنها تصبح أكثر عرضه للتلف أو الموت (موت الخلايا) من أقل انخفاض في وصول الدم والعناصر الغذائية، وهو الأمر الذي قد يحدث في حالة تعرض الشخص للجفاف أو الحرارة الشديدة أو خضوعه لعملية جراحية أو انخفاض ضغط الدم أو الإفراط في المشاركة في الأنشطة البدنية أو عدم علاج اضطراب النوم أو التعرض لصدمات تؤدي للإصابة بجروح.
الدوار، وصداع خفيف، واضطراب مؤقت وصعوبة في الكلام أو التذكر وبطئ الذهن ومشاكل في الوظائف العملية (التخطيط والتنظيم والقيام بالأعمال)، وضعف مفاجئ أو سقوط كل هذه الإشارات يمكن أن تكون دلالة على ضعف وصول الدم للأوعية المخية. كما أن ضعف وصول الدم للأوعية المخية قد يكون مرتبط بتغيرات في السلوك مثل الفتور (فقدان الاهتمام)، والقلق أو الاكتئاب. وجود أمراض مثل السكري وتصلب الشرايين وأمراض القلب قد تكون عوامل أخرى تمثل خطورة.
إجراء مسح للتأكد من عدم كفاية وصول الدم لأوعية المخ إجراء طبيعي في المرضى كبار السن ومعروف أنه طبيعي في هذه المرحلة العمرية. لهذا يجب على أطباء الرعاية الصحية إخبار هولاء المرضى أن هذا المسح "إجراء طبيعي". لكن عند اكتشاف هذا المرض في المريض الذي لديه أعراض قد تكون مرتبطة بعدم كفاية وصول الدم للأوعية المخية، في هذه الحالة يجب إعادة تقييم مسح المخ. عند مكافحة الخلايا العصبية من أجل البقاء على قيد الحياة قد يكون من الطبيعي إمدادها بالأكسجين والعناصر الغذائية بصورة أفضل لمنع المزيد من التدهور وموت الخلايا، والمساعدة في بعض الأحيان على تعافي الخلايا. قد يكون توفير المزيد من الحماية باستخدام مضادات الأكسدة مفيد أيضاً. يعتبر ALCAR من منشطات المخ والأدوية الموسعة لأوعية المخ (المركبات التي تعمل على توسيع الأوعية الدموية)، ووصول العناصر الغذائية، وأعشاب الجزيئات الكثيفة يمكن أن يساعد في تحسين وظائف الميتوكوندوريا والخلايا العصبية وحمايتها وتعزيز تعافيها.
حوالي 10% فقط أو أقل من مرضى الخرف لديهم خرف وعائي صريح. إلا أن 75% من مرضى الخرف لديهم مرض واضح في الأوعية الدموية. في أحيان كثيرة جداً عندما تشخص حالة المريض بالخرف أو الزهايمر يتوقف أخصائي الأعصاب عن الفحص وتتوقف محاولات العلاج. في أحيان كثيرة يكون هؤلاء المرضى طاعنين في السن لهذا من المحتمل أن يكون لديهم درجة ما من درجات عدم وصول الدم لأوعية المخ وقد يتضح ذلك من خلال إجراء مسح للمخ. علاج عدم كفاية وصول الدم والعناصر الغذائية للمخ باستخدام ALCAR والمواد الأخرى المستخدمة في تعزيز وظائف المخ يستحق التجربة حتى لو كان التشخيص الأولي للمرض هو الخرف لأن مجرد التحسن الطفيف قد يصنع فارق كبير في جودة حياة المريض وأسرته والقائمين على رعايته.
ALCAR له مكانته في علاج اختلال وظائف الإدراك المرتبطة بالأوعية الدموية (VCI) كما يتضح ذلك في دراسة DBRPCT حديثة (Young et al. 2018). في هذه الدراسة كان هناك 56 مريض لديهم اختلال في وظائف الإدراك مرتبط بالأوعية الدموية تم إعطاء هؤلاء المرضى donepezil (Aricept) بتركيز 1500 ملجم أو ALC دواء وهمي يومياً لمدة 28 يوم. في المجموعة التي أعطيت ALCAR تحسنت درجات المرضى على اختبار مونتريال للإدراك المعرفي كثيراً مقارنةً بالمرضى الذين أعطوا الدواء الكاذب. ومع هذا لم يكن هناك اختلاف في الدرجات في الاختبارات الأخرى لوظائف المخ. التطور الكبير الذي حدث بعد تناول ALCAR في وظائف الانتباه واللغة.
الكائنات الحية شديدة التعقيد لهذا ينبغي ألا نفاجئ باكتشاف أن خلايا الشيخوخة تعمل بشكل أفضل عند تغذيتها على العديد من العناصر الغذائية لدعم الآلية المعقدة لعمل الخلايا. أحد الفيتامينات الواعدة والمستحضرات الدوائية الطبيعية المعروف باسم "NF" أدى إلى تحسين أعراض الاختلال المعرفي ووظائف المخ الأخرى. يحتوي NF على حمض الفوليك, وفيتامين ب 12, وفيتامين هـ و, S-adenosylmethionine, N-acetyl cysteine وAcetyl-L-carnitine. في دراسات أجريت على مرضى في مراحل مبكرة ومراحل متوسطة ومراحل متأخرة من مرض الزهايمر، حصل المرضى الذين أعطوا مستحضر NF على درجات أفضل في مقاييس العصبية والنفسية ومنها اختبارات الذاكرة واختبارات الإدراك والمعرفة (Chan et al. 2008; Remington et al. 2009, 2015). وقد تحمَّل المرضى في هذه الدراسة المستحضر بشكل جيد. لم يتم الإبلاغ عن آثار جانبية خطيرة. لابد من أجراء المزيد من الدراسات الأخرى لتأكيد هذه النتائج المشجعة. لكل مكون من مكونات هذا المستحضر فوائد صحية وعلاجية الخاصة وانخفاض الآثار الجانبية له. في المرضي الذين لديهم قصور وعائي في أوعية المخ، يمكن أن يحقق تناولهم لدواء موسع لأوعية المخ نتائج مرضية أخرى.
كما أن التعرض المفرط لأشعة الشمس قد يؤدي إلي ضرر نائج عن أكسدة العدسة وقرنية العين فإن التعرض المفرط للضوضاء قد يؤدي إلى تلف الأذن الداخلية الذي قد يكون له دور في فقد السمع. أظهرت الدراسات أن بعض مجموعات مضادات الأكسدة قد تحمي من التلف الناتج عن التعرض للضوضاء (Choi and Choi 2015). كل مضاد من مضادات الأكسدة يحمي أجزاء معينة من الخلايا التي تمكننا من السمع. عندما تكون مضادات الأكسدة هذه موجودة في مستحضر واحد فإن لها آثاراً تآزرية في أن كلٍ منها يعزز فاعلية الآخر. أحد هذه المجموعات هو مستحضر ALCAR بالإضافة إلى مركبات الفولات و فيتامين هـ أدت إلى انخفاض كبير في التلف الحادث في الخلايا وفقد السمع (Dhitavat, et al. 2005) كما كان لكلٍ من الماغنسيوم وفيتامين أ فوائد علاجية أيضاً. كانت مضادات الأكسدة أكثر فاعلية عند إعطائها للمرضى قبل التعرض للضوضاء، وخلال 4 ساعات بعد التعرض لها عند الاستمرار في تناول المستحضر لمدة 9 أيام بعد التعرض للضوضاء.
أظهرت الدراسات التي أجريت باستخدام ALCAR في علاج فرط النشاط وتشتت الانتباه نتائج مختلطة غير حاسمة. وقد يدل عدم التناسق بين هذه النتائج على أنه قد يكون أكثر فاعلية في علاج الأنواع الفرعية من المرض ولكن ليس في علاج فرط النشاط وتشتت الانتباه بصفة عامة. على سبيل المثال تمت إعادة تحليل النتائج السلبية في دراسة أجريت لمدة 16 أسبوع BDRPC على 112 طفل مصابين بفرط النشاط وتشتت الانتباه أظهرت فوائد كبيرة في من لديهم ضعف في الانتباه وليس فرط نشاط أو لديهم أنماط مختلفة من فرط النشاط وتشتت الانتباه (Arnold et al 2007). كما أجريت العديد من الدراسات على فرط النشاط وتشتت الانتباه لمدة ستة أسابيع فقط، وهذه المدة لم تكن كافية لتحديد أثر ALCAR في علاج هذا المرض.
Acetyl-L-Carnitine (ALC or ALCAR) ما زال هذا الجزيء يحظى باهتمام كبير لدى الباحثين بسبب العديد من الوظائف المهمة التي تم اكتشافها من خلال الطب الوقائي. منها أثره على تنشيط الجينات ونسخ الجينات وحماية الجينات التي لها دور في المثيلة والعديد من الوظائف الأخرى ما يدل على أن له قائمة طويلة مغرية من الإمكانيات العلاجية. سوف يتطلب استخدام ALCAR بشكل استراتيجي مع المكملات الغذائية الأخرى لتعزيز حماية الخلايا في جميع أجزاء الجسم دراسات وأبحاث مستمرة.
المراجع:
