ازدادت شهرة الكولاجين كمكمل غذائي لمجموعة متنوعة من الأسباب وهو يأتي في عدة أشكال. يُقترَح أن الكولاجين حتمًا يفيد الجلد والشعر والأوتار والأنسجة الليفية الأخرى الموجودة في أجسامنا. حيث يوجد الكولاجين داخل أجسامنا كأحد البروتينات الرئيسية المكوّنة للأنسجة الضامة الليفية في الجسم.

في الواقع، الكولاجين هو البروتين الأكثر وفرة في الجسم وتصل نسبته من 25 إلى 35 بالمائة من إجمالي محتوى البروتين في أجسامنا. يمكن إيجاد الكولاجين في العظام والغضاريف والأوتار والأسنان والعينين والشعر وفي أماكن أخرى من الجسم. هناك عدة أنواع من الكولاجين يمكن تناولها كمكمّل غذائي ولكن الأكثر شيوعًا هو النوع  I والنوع II. النوع الأكثر شيوعًا من الكولاجين في جميع أنحاء الجسم هو النوع  I والذي يوجد بشكل أساسي في الجلد والأوتار والعظام. بينما يوجد النوع II في الغضاريف وغالبًا ما يتم تناوّله كمكمل غذائي للحفاظ على صحة المفاصل.  

بما أن الكولاجين منتشر بوفرة في أجسامنا، فمن المقترح أن يؤدي تناوّله كمكمل غذائي إلى فوائد إيجابية في مجالات صحية متعددة. لقد كانت بعض الدراسات واعدة ومع ذلك هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث على هذا المكمّل قبل اتخاذ قرارًا حاسمًا بشأنه.

فوائد الكولاجين لصحة المفاصل

أحد الأسباب الرئيسية لتناول مكمّلات الكولاجين الغذائية عند ممارسة التمارين هي فوائده لصحة المفاصل. فمع تقدّمنا في العمر وممارسة التمارين وتعرّض أجسامنا لمواقف مجهدة  بشكل روتيني، تُصاب مفاصلنا بالإجهاد بالإضافة إلى التلف الناتج عن التقدّم في العمر. أحيانًا يكون هذا التلف حتميًا وموهنًا ولكن هناك خطوات يمكن اتباعها للحد من القدر الذي تتعرّض له أجسامنا وقد يكون أحدها عن طريق تناول الكولاجين.

تناولت الأبحاث من عام 2009 الاختلافات بين تناول مكمّل الكولاجين النوع الثاني في مقابل مكمّلات جلوكوزامين وكوندروتين (مكمّل آخر رائج  للمفاصل). حيث اهتم الباحثون بكيفية تفاعل هذين المكمّلين مع الفصال العظمي في الركبة وإذا كان أحدهما أكثر فعالية من الآخر. وقاموا بتعيين 52 متطوّعًا تم تقسيمهم على مجموعتين واحدة لكل مكمّل.   

تناول المتطوّعون مكمّلاتهم الخاصة لمدة 90 يومًا وذهبوا إلى المعمل لتقييم النتائج كل 30 يومًا بعد التقييم الأوّلي. أجرى الباحثون اختبار مؤشر هشاشة العظام لجامعات وسترن أونتاريو ماكماستر(WOMAC) وهو اختبار يُستخدّم لقياس الألم الذي يتعرّض له الشخص وقدرته على الحركة من خلال القيام بعدة حركات. بالإضافة إلى ذلك، قاموا بإجراء اختبار مؤشرLequesne (استبيان عن اعتلال مفصل الورك) ومقياس النظير البصري (VAS) وهو مقياس لشدة الألم.

بعد مرور 90 يومًا، شهدت المجموعتان انخفاضًا في جميع الاختبارات ولكن مجموعة الكولاجين النوع الثاني غير المعدّل أحرزت نتائج أفضل بشكل عام. فيما يلي شرح لكيفية انخفاض نتائج تقييم أحد المتطوّعين في جميع الاختبارات عند انتهاء ال90 يومًا.

لقد أثبت كلا المكمّلين فائدتهما لمتطوّعي الدراسة ولكن كولاجين النوع الثاني حقّق نتائج أعلى قليلًا في دعم صحة المفاصل وخفض الآلام المتعلقة بتآكل العظام.

مع تقدّمنا في العمر وتعرّض أجسامنا للمواقف المجهدة، يصبح اتباع خطوات لحماية ومساعدة المفاصل أمر هام أكثر فأكثر. لذا قد يصبح تناول مكمّلات الكولاجين أداة مفيدة للراغبين في منع تآكل المفاصل.

المراجع:

  1. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2764342/