إخلاء مسؤولية:لا تهدف هذه المدونة إلى تقديم التشخيص...
لا تهدف هذه المدونة إلى تقديم التشخيص أو العلاج أو المشورة الطبية. اقرأ المزيد. المحتوى المقدم في هذه المدونة هو لغرض تقديم معلومات فقط. يرجى استشارة الطبيب أو غيره من متخصصي الرعاية الصحية فيما يتعلق بأي تشخيص طبي أو خيارات العلاج. لا ينبغي اعتبار المعلومات الواردة في هذه المدونة بديلاً عن نصيحة أخصائي الرعاية الصحية. لم تتم الموافقة على الادعاءات المقدمة حول منتجات محددة في هذه المدونة لتشخيص المرض أو علاجه أو الوقاية منه.
بقلم دكتورة كاتي براون، (دكتورة في الطب)
في الوقت الذي أصبح فيه الحصول على المعادن الأساسية في نظامنا الغذائي أمرًا صعبًا بسبب التربة المُسْتَنْفَدة من المغذيات وانجذابنا للأطعمة المُصَنَّعة المريحة، تكتسب مكملات المغنيسيوم شعبية تستحقها. من بين مجموعة من الخيارات، يبرز ثريونات المغنيسيوم كمكمل واعد خصوصًا في دعم صحة الدماغ. انضم إلينا ونحن نتقصى الدور الجوهري الذي يلعبه المغنيسيوم في رفاهيتنا، واكتشف ما الذي يجعل ثريونات المغنيسيوم بارزة على وجه التحديد في عالم المكملات الغذائية لصحة الدماغ.
لا يمكننا المبالغة في أهمية المغنيسيوم للحفاظ على الصحة العامة، خصوصًا بالنسبة للدماغ. تحتاج مئات التفاعلات الأنزيمية إلى هذا المعدن الأساسي، وهو يلعب دورًا رئيسيًا في تشكيل الذاكرة، وله تأثير مهدئ على الجهاز العصبي. تحمي خصائصه القوية المضادة للأكسدة والمضادة للالتهابات كل من الدماغ والجسم. للأسف، تشير التقديرات إلى أن اثنين من كل ثلاثة أشخاص في العالم الغربي لا يحصلون على الكمية اليومية الموصى به من المغنيسيوم. وقد تم ربط مجموعة من الأمراض المزمنة الشائعة بنقص المغنيسيوم، بما في ذلك مرض السكري، وهشاشة العظام، والربو، وأمراض القلب، والخرف، والصداع النصفي، والاكتئاب، والقلق.
قد يكون استعراض مكملات المغنيسيوم أمرًا محيرًا نظرًا لتعدد الخيارات. يجب أن يرتبط عنصر المغنيسيوم بمادة أخرى، مثل السيترات أو الكلوريد، لتكوين بنية مستقرة تُعرف بالملح. يؤثر اختيار مادة الربط على امتصاص المغنيسيوم وتوزيعه في الجسم.
تتميز ثريونات المغنيسيوم بأنها لا يتم امتصاصها بشكل جيد من قبل الجهاز الهضمي فحسب، بل بقدرتها الاستثنائية أيضًا على الانتقال من مجرى الدم إلى الدماغ. ترفعها هذه الميزة الرائعة فوق المكملات الغذائية التقليدية، حيث غالبًا ما يكون التأثير على مستويات المغنيسيوم ضئيلًا حول الخلايا العصبية في الدماغ.
يعتمد دور المغنيسيوم في تعزيز المرونة العصبية، والتعلم، والذاكرة على تفاعله مع مُسْتَقْبِل إن إم دي إيه (NMDA). يتمركز هذا المُسْتَقْبِل على الخلايا العصبية حيث يقبل الإشارات من الناقلات العصبية الواردة وينقلها إلى الخلية العصبية المستضيفة له عن طريق فتح قناة لتدفق الكالسيوم. وكأنه حارسًا للبوابة، يُغلق المغنيسيوم قناة المُسْتَقْبِل، مما يسمح للكالسيوم بالدخول فقط عندما تكون الإشارة العصبية قوية بدرجة كافية. تعمل هذه الآلية الغريبة على تعزيز التعلم والذاكرة وذلك عن طريق زيادة أعداد المُسْتَقْبِلات والاتصالات، وتقليل الضوضاء في الخلفية، والحيلولة دون تحول الإشارات لتكون قوية بإفراط، مما قد يسبب موت الخلايا والتهاب الدماغ.
مع هذا التأثير الملحوظ على الدماغ، خضعت تأثيرات ثريونات المغنيسيوم على الذاكرة والتعلم للدراسة. في إحدى الدراسات الجديرة بالذكر، كان أداء الفئران التي أعطيت ثريونات المغنيسيوم عبر الفم أفضل بكثير في مهام الذاكرة الطويلة والقصيرة المدى بعد شهر واحد فقط من تناول المكمل.
كبار السن بالأخص هم عرضة لنقص المغنيسيوم، وهي إحدى الآليات المحتملة التي ركزت عليها دراسات خرف الزهايمر. خضعت ثريونات المغنيسيوم بالتحديد للدراسة في نموذج فأر مصاب بالزهايمر وفي دراسة تجريبية صغيرة على البشر. أظهرت كلتا الدراستين نتائج واعدة مع تحسينات في المهام المعرفية، مع زيادة في عدد الوصلات العصبية في تجربة الفأر.
هل تجعلك ثريونات المغنيسيوم تنام؟ بالإضافة إلى المساعدة في تشكيل الذاكرة والإدراك، يشتهر المغنيسيوم أيضًا بأنه مهدئ، ومعالج للقلق، ويساعد في النوم.
العلاقة بين المغنيسيوم والصحة العقلية هي طريق ذو اتجاهين لأن زيادة تناول المغنيسيوم لا تقلل من التوتر والقلق فحسب، بل يقلل التوتر في واقع الأمر من مستوى المغنيسيوم في الجسم عن طريق زيادة كمية إفرازه في البول من خلال الكلى. وبالتالي، قد تكون مكملات المغنيسيوم ذات أهمية خاصة عندما تقع تحت الضغط أو عندما تشعر بالقلق.
في إحدى الدراسات، لوحظ أن الفئران التي عولجت بثريونات المغنيسيوم قد تغلبت على خوفها بشكل أسرع واحتفظت بحالتها الجديدة الخالية من القلق لفترة أطول من الفئران التي لم تُعالج. ويبدو أن نفس الآلية تسري على الذاكرة، حيث لوحظ أن الفئران المعالجة قد استغرقت وقتًا أقل في تكوين ارتباطات جديدة والاحتفاظ بالمعلومات الجديدة، وهو ما مكنها من التكيف مع بيئتها الجديدة الآمنة بشكل أسرع من أقرانها التي لم تُعالج.
من بين النظريات الأخرى التي حللت كيفية تحسين المغنيسيوم للقلق هي تقليل الإشارات المثيرة الزائدة من الدماغ عن طريق منع مستقبلات NMDA وزيادة نشاط المستقبلات التي تقبل وتنشر إشارات GABA المهدئة، وهو الناقل العصبي الأساسي المثبط للدماغ.
في حين لم تتم دراسة ثريونات المغنيسيوم بعد في علاج الاكتئاب على وجه التحديد، تشير الدراسات التي أجريت على أشكال أخرى من المغنيسيوم إلى أنه قد يأتي بتأثيرات مضادة للاكتئاب ويعزز تأثيرات مضادات الاكتئاب عند تناولهما معًا. يبدو أن تأثيرات المغنيسيوم المضادة للاكتئاب ترتبط بقدرته على زيادة إنتاج السيروتونين، ودليل ذلك انخفاض الفعالية عند تعطل إنتاج السيروتونين.
عند إعطاء مجموعة من كبار السن، المصابين بالاكتئاب والسكري من النوع 2 والذين يعانون من انخفاض في المغنيسيوم، مكملات المغنيسيوم لمدة 12 أسبوعًا كانت النتائج فعالة مثلما هو الحال مع مضادات الاكتئاب في تخفيف أعراض الاكتئاب.
أظهرت دراسة تجريبية صغيرة شملت 15 شخصًا بالغًا مصابًا باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه تحسنًا ملحوظًا بعد 12 أسبوعًا من تناول مكملات ثريونات المغنيسيوم. وفي حين افتقرت هذه الدراسة إلى مجموعة تحكم، كانت النتائج الأولية مثيرة للاهتمام. تكشف التحقيقات الأوسع نتائج إيجابية حول تأثير المغنيسيوم على اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وإن كان ذلك بأشكال مختلفة من المغنيسيوم، إلا أنه يؤكد على إمكاناته كعلاج داعم.
أظهرت دراسة متعمقة لتأثيرات مكملات سيترات المغنيسيوم على مرضى الألم العضلي المزمن على مدى 8 أسابيع تحسينات كبيرة في الألم بالمقارنة مع الدواء الوهمي. بالإضافة إلى ذلك، امتدت هذه الفوائد لتشمل جميع أشكال الألم العضلي الليفي عند إعطائها مع الأميتريبتيلين، مما يؤكد الفوائد المحتملة للجمع بين مكملات المغنيسيوم والعلاجات التقليدية.
وفي دراسة أخرى، تم استقصاء فعالية ثريونات المغنيسيوم في معالجة آلام الأعصاب الناجمة عن العلاج الكيميائي باستخدام نموذج القوارض. تشير النتائج إلى أنه من بين الأسباب الكامنة وراء آلام الأعصاب الناجم عن العلاج الكيميائي انخفاض مستويات المغنيسيوم، مما يؤدي إلى التهاب وتلف الأعصاب. من خلال منع نقص المغنيسيوم أثناء العلاج الكيميائي، كان مكمل ثريونات المغنيسيوم قادرًا على منع المضاعفات المعتادة لألم الأعصاب المزمن.
علاوة على ذلك، تشير الأدلة الحديثة إلى أن ثريونات المغنيسيوم قد يلعب دورًا وقائيًا أو علاجيًا في الألم المزمن المرتبط بانقطاع الطمث. في نموذج الفأر، لم تمنع المكملات الغذائية التي تحتوي على ثريونات المغنيسيوم التهاب الأعصاب الناجم عن انخفاض مستويات هرمون الاستروجين فحسب، بل عالجته أيضًا، مما يوفر وسيلة واعدة لمعالجة الألم المزمن المرتبط بانقطاع الطمث. تسلط هذه الدراسات الضوء بشكل جماعي على إمكانات المغنيسيوم المتعددة في تخفيف ومنع أشكال مختلفة من الألم المرتبط بالالتهاب، مما يجلب وجهات نظر جديدة إلى طليعة أبحاث تخفيف الألم.
في حين يتوفر ثريونات المغنيسيوم في شكل مكمل فقط، يمكن لمعظمنا تحسين جرعة المغنيسيوم من خلال النظام الغذائي. يوجد المغنيسيوم في مجموعة متنوعة من الأطعمة الكاملة، بما في ذلك الخضراوات الورقية الخضراء، والحبوب الكاملة، والمكسرات، والبذور، والأفوكادو، وسمك السلمون. يمكن أن يساعد تناول هذه الخضراوات وهي نيئة بشكل أفضل من طبخها.
يمنع الحليب، والشاي، والقهوة امتصاص المغنيسيوم، لذلك تجنب هذه المشروبات لمدة ساعتين بعد تناول وجبة غنية بالمغنيسيوم. قد تساعد مكملات فيتامين D وفيتامين B6 أيضًا على تحسين قدرتك على امتصاص وتخزين المغنيسيوم من نظامك الغذائي والمكملات الغذائية.
في حين تتسم مكملات ثريونات المغنيسيوم أنها جيدة التحمل بشكل عام، من بين آثارها الجانبية الأكثر شيوعًا النعاس، والتعب، والصداع. إذا كنت حاملاً أو مرضعة أو إذا كنت تعاني من مرض في الكلى، فيجب عليك التحدث مع طبيبك قبل البدء في تناول مكملات المغنيسيوم. لا ينبغي أن يبدأ الأطفال بتناول مكملات المغنيسيوم دون استشارة طبيب الأطفال أو طبيب الأسرة.
تتنوع فوائد المغنيسيوم، وفي حين تمت دراسة العديد من أشكاله على نطاق واسع، إلا أن الشكل الأحدث من ثريونات المغنيسيوم يحمل وعدًا فريدًا. في حين لم يتم بعد إجراء دراسات على فوائد ثريونات المغنيسيوم لحالات معينة، مثل الصداع النصفي، إلا أن قدرته الفريدة على زيادة مستويات المغنيسيوم في الدماغ تدعونا إلى استكشافه بشكل أكبر.
بينما نواصل دراسة هذا المكمل الاستثنائي من مكملات المغنيسيوم، من المثير التدبر في الفوائد الأخرى التي قد يكون قادرًا على تقديمها.
المراجع:
