تقوم التوابل بأدوار عديدة أكثر من مجرد إضافة نكهة إلى طبق ما: مثلًا يمكن استخدامها لتقليل الالتهاب في الجسم. هذه التوابل الخمسة هي نجوم بارزة قد تساعد في تقليل علامات التهاب الجسم وتنشيط تكوين البروتينات التي تحمي الجسم من التورّم.  مع ظهور منتجات جديدة في الأسواق كل عام والترويج الهائل لقدرتها على تقليل الالتهاب، سيكون من الرائع أن تعرف أن المواد الغذائية البسيطة التالية قد استخدمت لعدة قرون حول العالم لمكافحة الالتهاب.         

القرفة

القرفة هي أحد التوابل التي تليق بكل من الأطباق الحلوة والمالحة على حد سواء كما يمكنها أن تكون أداة قوية لتقليل الالتهاب. تحتوي القرفة على نسبة عالية من مضادات الأكسدة التي تحارب الجذور الحرة المدمرة لخلايا الجسم وكذلك مضادات الأكسدة وهي على الأرجح ما يجعل للقرفة القدرة على تقليل الالتهاب. القرفة يمكنها أيضًا تعزيز تدفق الدم السليم إلى المناطق الملتهبة مما قد يحفز الجسم على سرعة شفاء المنطقة المتورّمة.   

القرفة معروفة بقدرتها على السيطرة بشكل إيجابي على مستوى السكر بالدم كما يمكنها المساعدة على تقليل مستويات سكر الدم الصائم. وهذا قد يساعد من تم تشخيص إصابتهم بمرض السكر أو ما قبل السكري أو من لديهم تاريخ عائلي قوي للمرض. كما قد يخفض استهلاك القرفة أيضًا ضغط الدم ومستويات البروتين الدهني منخفض الكثافة أو الكوليسترول "الضار".

تتميّز القرفة بنكهة طبيعية حلوة وهي الاختيار الأمثل لإضافته إلى الزبادي أو خبز الحبوب الكاملة أو حبوب الإفطار. وهي تُكمّل النكهات الجريئة بشكل جيد وتكون إضافة جيدة للحساء أو الفلفل الحريف. ويمكن لقليل من القرفة أيضًا صنع لاتيه رائع المذاق.

لاتيه جوز الهند والقرفة

المكوّنات:

  • 12 أونصة من القهوة القوية
  • ¼ ملعقة صغيرة من القرفة
  • 1 ملعقة صغيرة من زيت MTC
  • ستيفيا حسب المذاق
  • 1-2 ملعقة كبيرة من حليب جوز الهند كامل الدسم، اختياري

الطريقة:

  1. اخلط جميع المكوّنات.
  2. امزجها بالخلاط اليدوي حتى تظهر رغوة خفيفة ثمّ تناول المشروب على الفور.

يكفي فرد واحد.

للحصول على نكهة قرفة إضافية والمزيد من الفوائد الصحية، حاوِل إضافة القرفة إلى القهوة المطحونة أثناء تحضيرها.

الروزماري

الروزماري غني بمركّب الكارنُوسول الكيميائي والذي يمكنه تقليل الالتهاب بل  وقد يساعد على الحماية من السرطان أيضًا. إنه أحد الأعشاب العطرية ضمن عائلة النعناعيات ويعود استخدامه إلى آلاف الأعوام ضمن الأنظمة الغذائية العبرية واليونانية والرومانية القديمة.

بالإضافة إلى قدرته على تقليل الالتهاب في الجسم، يمكن للروزماري تحسين الذاكرة وتحسين أداء الجهاز العصبي بشكل عام. وقد يلعب أيضًا دورًا في توازن الهرمونات الجنسية كما يمكنُه خفض الكورتيزول الذي يُعد هرمون التوتر الأساسي في الجسم. ويمكن للروزماري أيضًا تقليل التعرض المحتمل للمواد المسبّبة للسرطان بنسبة تصل إلى 70 بالمائة عند استخدامِه كتَتبيلة للّحم المشوي.  

يمكن استخدام الروزماري سواء الطازج أو المجفّف كمكوّن لذيذ وصحي في تتبيلة اللحم المشوي.

تتبيلة الروزماري

المكوّنات:

  • 2 ملعقة كبيرة من الروزماري الطازج المفروم أو ½ ملعقة كبيرة من الروزماري المُجفّف
  • 4 ملاعق صغيرة من الثوم المفروم
  • 2 ملعقة كبيرة من زيت الزيتون

الطريقة:

  1. اخلط الروزماري والثوم وزيت الزيتون في وعاء صغير.
  2. ضَع ملعقة أو ملعقتين صغيرتين من التتبيلة بين الجلد واللحم ثم اضغط الجلد على اللحم.
  3. اشوِ اللحم على الجانبين حتى تمام النضج.

يكفي أربعة أشخاص.

الكركم

الكركم هو مصدر قوة محتمل لمكافحة الالتهاب. الكركم مشهور للغاية في المطبخ الهندي والكاريبي كما يضيف نكهة جميلة ولون أصفر حيوي إلى الأطباق. تحتوي الكثير من بهارات الكاري على كمية جيدة من الكركم.

يمكن للكركم تحسين آلام وأوجاع التهاب المفاصل إلى حدٍ كبير عند استخدامه بشكل متكرر. كما يحسن أيضًا مستوى السكر بالدم  ومقاومة الأنسولين ويخفض الكوليسترول الضار وربما يمنع بعض أنواع السرطان ويُحسّن الذاكرة والحالة المزاجية. قد يساعد الكركم أيضًا الكبد على إزالة السموم كما يؤثر بشكل إيجابي على الصفراء مما قد يدعم محاولات فقدان الوزن.      

بالإضافة إلى أطباق الكاري والحساء الحار يمكن أن يصبح الكركم المضاد للالتهاب إضافة رائعة إلى وصفات السموثي .

سموذي الكركم

المكوّنات:

  • ½ ملعقة صغيرة من الكركم
  • 1 ملعقة صغيرة من زيت جوز الهند
  • ½ كوب من التوت المجمّد
  • ½ ثمرة موز ناضجة
  • ½ كوب من حليب جوز الهند
  • ستيفيا أو أي مُحلِّي ذو مؤشر جلايسيمي منخفض حسب الذوق

الطريقة:

  1. ضَع المكوّنات في خلّاط عالي السرعة. اخلطها لمدة 30 ثانية أو حتى تمتزج تمامًا.

تكفي لفرد واحد.

الكمون

يستخدّم الكمون عادةً في الأطباق المعتمدة على البقول في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا. هو أحد توابل الأطباق المالحة ويحتوي على نسبة عالية مضادة للأكسدة وغالبًا ما يوجد في بهارات الكاري. يلعب الكمون دور البطولة في التتبيلات الحريفة ووصفات التاكو واليَخنة وأطباقِ الخضروات.    

يتميز الكمون بالعديد من الفوائد الصحية إلى جانب خصائصه المُضادة للالتهاب. فقد يساعد على تحسين مستويات الكوليسترول وموازنة مستوى السكر بالدم. وقد يساعد في التخلّص من الدهون الزائدة خاصة سمنة البطن أو دهون البطن. بل إنه قد يقلل خطورة الإصابة بأنواع معينة من السرطان. يُعتبر الكمون في بعض ثقافات الشرق الأوسط منشطًا جنسيًا عندما يُخلط مع العسل والفلفل. الكمون يمكنه أيضًا تحسين مظهر البشرة وعلاج البثور والطفح الجلدي بفضل كميات فيتامين هـ الهائلة الموجودة به وخصائصه المضادة للميكروبات. الكمون غني أيضًا بالحديد مما قد يساعد في تقليل أعراض أنواع معينة من الأنيميا.   

يمكن إضافة الكمون بسهولة إلى الوجبات اليومية. يمكنك مثلًا إضافة الفاصوليا الحمراء أو الفاصولياء البيضاء إلى السلطة وإضافة رشة من الكمون إليها. يمكنك أيضًا إضافة القليل من الكمون إلى البيض المخفوق أو الصلصة العضوية. ولعمل وصفة سهلة وغنِية بنكهة الكمون، يمكنك تجربة وصفة الكينوا والفاصوليا السوداء الحريفة.

 الكينوا والفاصوليا السوداء الحريفة

المكوّنات:

الطريقة:

  1. تُخلَط جميع المكوّنات ما عدا الفلفل الحريف والماء في قدر متوسط الحجم على درجة حرارة متوسطة حتى تسخن تمامًا. أضِف الفلفل الأحمر حسب الرغبة.
  2. أضِف الماء ببطء حتى الوصول إلى القوام المرغوب؛ يُفضّل بعض الأشخاص قوامًا أشبه بالمرق بينما يُفضّل آخرون قوامًا أكثر سمكًًا.
  3. اتركه يغلي على نار هادئة لمدة 15 دقيقة حتى تمتزج كل النكهات.  

يكفي أربعة أشخاص.

الكزبرة

الكزبرة هي أحد التوابل الخضراء متعددة الاستخدام وتتميّز بفوائد صحية ونكهات رائعة. الكزبرة تناسب العديد من أطباق أمريكا اللاتينية والأطباق الآسيوية ويُفضّل إضافتها قرب انتهاء الطهي كي تحتفظ بنكهتها الفريدة وفوائدها الصحية. وهي تليق أكثر مع الأطباق المالحة حيث تُضيف نكهة شهية للوجبات.  

هذه العشبة الخضراء الصغيرة تعمل جيدًا على تقليل الالتهاب ومستويات السكر في الدم. الكزبرة غنية بالمغذيات النباتية ومضادات الأكسدة وتحتوي على نسب عالية من الكيرسيتين بشكل خاص وهو أحد الفلافونويدات الرائعة في محاربة الالتهاب. وقد يحمي أيضًا من بعض أنواع السرطان ويُقلّل مستويات الكوليسترول الضار. قد تكون للكزبرة خصائص مُضادة للبكتيريا وقد تصبح فعّالة بشكل خاص ضد بكتيريا السالمونيلا والتي تعد سببًا شائعًا للأمراض الناتجة عن الغذاء. ويمكن للكزبرة أيضًا المساعدة في محاربة الفيروسات مثل فيروس البرد.

الكزبرة الطازجة أو المجففة هي إضافة رائعة للعديد من الأطباق المالحة. يمكن رش الكزبرة المجففة على أطباق الأرز لنَكهة أكثر قوة بينما يمكن تقطيع الكزبرة الطازجة وإضافتها إلى طبق السلطة.  وصفة صلصة الأفوكادو والكزبرة التالية غنية بنكهة الكزبرة وفوائدها الغذائية ويمكن استخدام الكزبرة الطازجة أو المجففة لتنفيذها.

صلصة الأفوكادو والكزبرة

المكوّنات:

  • 1 ثمرة أفوكادو ناضجة
  • 2 ثمرتين طماطم، قطع صغيرة
  • 3 بصل أخضر، مقطّع، الأجزاء البيضاء فقط
  • ¼ حزمة من الكزبرة الطازجة، مفرومة، أو 1 ملعقة كبيرة من الكزبرة المجففة
  • 1 ملعقة صغيرة من الثوم المفروم
  • رشة من الفلفل الحريف اختياري

الطريقة:

  1. قشّر الأفوكادو وقطّعه ناعمًا.
  2. أضِف المكوّنات الأخرى واخلِطها جيدًا. استمتع بتناولها مع التورتيلا المصنوعة من القمح الكامل أو رقائق الذرة الزرقاء.

تكفي لفَردين.

التوابل الخمسة المذكورة أعلاه قد تصبح أسلحة قوية لمحاربة الالتهاب الجهازي. الوصفات والنصائح المُقدّمة تساعدنا على الاستفادة بخصائص تلك التوابل المُضادة للالتهاب وإدخالها في نظامنا الغذائي اليومي. وقد يكون لتلك التوابل أيضًا  فوائد إضافية مثل السيطرة على مستوى سكر الدم وتحسين مستويات الكولسترول. جرّب تلك الوصفات الرائعة اليوم فهي لذيذة وتساعد على تحسين الصحة العامة.