انتشر بَخَّاخ البيوتين للشعر على الساحة، متسببًا في عاصفةً على وسائل التواصل الاجتماعي. مع أكثر من 571,000 مشاهدة على تطبيق TikTok وحده، أضحى من المؤكد مدى الاهتمام ببَخَّاخ البيوتين والذي حظي بالكثير من الإعجاب بعالم وسائل التواصل الاجتماعي. يزعم كثيرون ممن استخدموا بَخَّاخ البيوتين أنهم رأوا آثاره العظيمة على الشعر، مثل تحسين الطول والملمس واللمعان، ولكن هل هذا صحيح؟ وفي حين يتم تناول البيوتين غالبًا كمكمل عن طريق الفم، ما هو بَخَّاخ البيوتين بالضبط؟

هل يُحَسَّن البيوتين نوعية الشعر؟ هل هناك أي دراسات تدعم استخدام البيوتين للشعر؟ تشير الأبحاث إلى أن البيوتين قد يُفيد في نمو الشعر، وتقويته، وتحسين جودته بشكل عام.

ما هو البيوتين؟

البيوتين هو فيتامين قابل للذوبان في الماء وينتمي لعائلة فيتامينات B. منذ اكتشافه في عام 1927، أثبت البيوتين أنه جزء لا يتجزأ من التغذية الرامية إلى تحقيق الصحة المثالية.

على سبيل المثال، يُعد البيوتين ضروريًا لمجموعة كاملة من الوظائف في الجسم، بما في ذلك استقلاب الجلوكوز، والأحماض الأمينية، والأحماض الدهنية. يلعب البيوتين دورًا أيضًا في تنظيم التعبير الجيني. تشير الدراسات أيضًا إلى أن البيوتين قد يكون عنصرًا غذائيًا مهمًا للحفاظ على صحة الشعر، والجلد، والأظافر.

لا يصنع جسم الإنسان البيوتين بنفسه. وهذا يعني أنه يتعين الحصول على البيوتين عن طريق التخليق في الأمعاء بواسطة ميكروبيوم الأمعاء أو عن طريق النظام الغذائي. من بين الأطعمة الغنية بالبيوتين هي كبد البقر، والسلمون، وبذور عباد الشمس، والبطاطا الحلوة.

ما هو بَخَّاخ البيوتين؟

بَخَّاخ البيوتين هو منتج سائل يحتوي على مادة البيوتين ويتم استخدامه موضعيًا على جلد فروة الرأس حتى ينمو الشعر.

غالبًا ما يحتوي بَخَّاخ البيوتين على مكونات صحية أخرى تدعم الشعر مثل الكولاجين والبانثينول.

مع الاستخدام المنتظم، قد يساعد بَخَّاخ البيوتين على تعزيز زيادة نمو الشعر، وزيادة قوته، وتحسين صحة الشعر بشكل عام.

فوائد بَخَّاخ البيوتين للشعر

1. قد يساعد البيوتين في تعزيز نمو الشعر الصحي

يرغب الجميع تقريبًا في الحصول على شعر صحي، ولامع، وكثيف، ويظن كثيرون أن السبيل لذلك يستند إلى حظوظهم الوراثية. نظرًا لتوقف نمو الشعر غالبًا على مزيج من التركيب الجيني والنظام الغذائي، قد يتطلع كثيرون ممن يعانون من شعر غير صحي إلى بَخَّاخ البيوتين للحصول على بعض الراحة.

يمر نمو الشعر بثلاث دورات في العموم: طور التنامي، وطور التراجع، وطور الانتهاء.

  • يحدث طور التنامي عند نمو الشعر ويمكن أن تستمر لمدة تصل إلى خمس سنوات. تشير الدراسات إلى أن ما يصل إلى 90% من شعر الرأس يتشكل في هذه المرحلة في أي وقت. يلي طور التنامي طور التراجع.
  • تتضمن مرحلة التراجع انتقال الشعر من طور النمو إلى طور الراحة. في هذه المرحلة، تنقطع إمدادات الدم عن الشعر استعدادًا للتساقط. يمكن أن تستمر مرحلة التراجع حتى 6 أسابيع.
  • المرحلة الأخيرة في دورة نمو الشعر هي مرحلة التيلوجين. خلال مرحلة التيلوجين، ينفصل الشعر عن بصيلاته ويسقط من فروة الرأس. غالبًا ما تستمر مرحلة التيلوجين ما بين 3 إلى 5 أشهر.

تشير الدراسات إلى أن البيوتين ربما يساعد في تعزيز نمو الشعر الصحي، وذلك من خلال التأثير في طور التنامي بشكل خاص.

قد يساهم نقص البيوتين أيضًا، على الرغم من ندرته، في تساقط الشعر. ركزت إحدى الدراسات التي أجرتها مراكز الأمراض الجلدية وأمراض الشعر على قياس مستويات البيوتين في مصل النساء اللاتي يأتين إلى العيادة لعلاج تساقط الشعر.

أظهرت الدراسة أن 38% من النساء اللاتي يعانين من تساقط الشعر يعانين من نقص البيوتين. ركزت دراسة عشوائية أخرى، مزدوجة التعمية، ومستعينة بعلاج وهمي، على تأثيرات المكملات التي تحتوي على البيوتين وكذلك الأشواغاندا والكركمين على نمو الشعر. تابعت الدراسة 40 امرأة لمدة 6 أشهر ووجدت أن النساء في مجموعة العلاج الحقيقي قد أبلغن عن زيادة كبيرة في نمو الشعر وجودته.

وجدت دراسة شبه تجريبية أخرى نتائج مفاجئة عندما ركزت على تأثيرات البيوتين على الأفراد الذين يتناولون الإيزوتريتنون لعلاج حب الشباب. الدراسة شبه التجريبية هي دراسة تقسم المشاركين إلى مجموعات لفهم تأثيرات تدخل معين، ولكن دون عشوائية، وقد لا يكون هناك أي تعمية للباحثين أو المشاركين. شملت الدراسة 60 مشاركًا قسموا إلى مجموعتين. تناولت إحدى المجموعات الإيزوتريتينوين، في حين تناولت مجموعة أخرى الإيزوتريتنون والبيوتين معًا. أبلغت مجموعة البيوتين عن ترطيب أفضل للبشرة وأوقات أطول لنمو الشعر من المجموعة التي تناولت الإيزوتريتينوين فقط.

2. قد يَحُولُ بَخَّاخ البيوتين دون تساقط الشعر

قد يساعد بَخَّاخ البيوتين في تعزيز قوة الشعر عن طريق منع التساقط. البيوتين هو جزء ضروري في إنتاج الكيراتين. الكيراتين هو بروتين يساعد على تكوين الأظافر، والطبقة الخارجية من الجلد والشعر. من المثير للاهتمام أن إحدى الدراسات قد وجدت أن استخدام البيوتين قد ساعد في تحسين صحة الشعر مقارنة بمكملات الكيراتين.

شملت التجربة السريرية العشوائية 120 مشاركة من الإناث تراوحت أعمارهن بين 18 و60 عامًا. تم تشخيص إصابة كل مشاركة بحالة تساقط الشعر الكربي وعانين من هذه الحالة لمدة 6 أشهر على الأقل.

تساقط الشعر الكربي هي حالة يتساقط فيها شعر الرأس بشكل مفرط. قد يكون هذا بسبب الضغوطات، أو نقص التغذية، أو الاختلالات الهرمونية، أو حتى من تناول بعض الأدوية.

ركزت الدراسة على تأثيرات مكملات الشعر، والجلد، والأظافر على حالة تساقط الشعر الكربي. تم فصل النساء إلى مجموعتين. حصلت مجموعة منهما على الكيراتين، والكالسيوم، والثيامين. فيما حصلت المجموعة الأخرى على البيوتين، والكولاجين، والحديد، والزنك، وفيتامينات متعددة. وبعد 6 أشهر، وجدت الدراسة أن مجموعة البيوتين قد شهدت تحسنًا ملحوظًا في مقدار تساقط الشعر، وكثافة الشعر فوق فروة الرأس، وحجم الشعر. وجدت الدراسة كذلك أن أولئك الموجودين في مجموعة البيوتين لديهم شعر أقوى وأكثر لمعانًا من أولئك الموجودين في مجموعة الكيراتين.

3. قد يساعد بَخَّاخ البيوتين في تحسين جودة الشعر

مع قيام العديد من الشركات بتصنيع تركيبات بَخَّاخ البيوتين لتشمل مكونات صحية أخرى تعزز الشعر، قد يتقلص بشكل كبير الوقت اللازم للوصول إلى شعر صحي.

على سبيل المثال، تحتوي العديد من بخاخات البيوتين على زيوت صحية مثل زيت جوز الهند أو زيت الزيتون، والتي قد تساعد في ترطيب وتغذية فروة الرأس. قد تحتوي بخاخات البيوتين الأخرى على مكونات مهدئة مثل النعناع أو إكليل الجبل، والتي قد تساعد على تحفيز تدفق الدم إلى فروة الرأس.

قد يزيد تدفق الدم إلى فروة الرأس من سرعة نمو الشعر مع تحسين قوة وجودة الشعر أيضًا.

نظرًا لتصميم بخاخ البيوتين ليتم استخدامه مباشرة على فروة الرأس، قد يسمح ذلك بتغلغل الفيتامين في بصيلات الشعر بشكل أعمق وأكثر سهولة من المكملات الغذائية التي يتم تناولها عن طريق الفم للمساعدة في تحسين جودة الشعر. على سبيل المثال، قد يساعد تناول مكملات البيوتين الفموية على زيادة نمو الشعر وتحسين جودته ولكن قد يستغرق الأمر بضعة أشهر لرؤية النتائج.

قد يؤدي استخدام بخاخ البيوتين إلى رؤية تحسينات في جودة الشعر في فترة زمنية أقصر.

4. قد يوفر بخاخ البيوتين المزيد من الراحة

بالنسبة لبعض الأفراد، قد يكون من الصعب تذكر تناول الفيتامينات أو المكملات الغذائية يوميًا. بالنسبة لآخرين، قد لا يكون تناول المكملات الغذائية ممكنًا بسبب الروتين الضيق أو المضطرب.

قد يأتي استخدام بَخَّاخ البيوتين كحل في هذه المواقف. وذلك لأن استخدام بَخَّاخ البيوتين سهل حيث يتم رش المنتج على فروة الرأس وتصفيف الشعر.

قد يكون جعل بَخَّاخ البيوتين جزءًا من روتين تصفيف الشعر العادي في الصباح أسهل من محاولة تذكر تناول مكملات البيوتين الفموية أو ضبط الأوقات المناسبة لتناولها.

هل يمكن امتصاص البيوتين من خلال الجلد؟

نظرًا لكون مكملات البيوتين الفموية هي الطريقة الأكثر شيوعًا للحصول عليه، قد يساروكم بعض القلق حول فاعلية الاستخدام الموضعي للبيوتين عن طريق البَخَّاخ. تشير الدراسات إلى أنه يمكن امتصاص البيوتين بشكل فعال من خلال الجلد.

ركزت إحدى الدراسات شبه التجريبية على فعالية امتصاص مرهم البيوتين على كل من الأفراد الأصحاء والذين يعانون من الإكزيما التأتبية. الإكزيما التأتبية هي حالة تتسم بالحكة، والجفاف، والاحمرار، وهياج الجلد. على الرغم من شيوعها لدى الأطفال، إلا أنه من الممكن أن يعاني أي شخص من الإكزيما التأتبية.

وجدت الدراسة أن أولئك الذين يعانون من الإكزيما التأتبية وكذلك الذين لديهم بشرة صحية ممن استخدموا مرهم البيوتين الموضعي قد حققوا مستويات أعلى من البيوتين في أمصالهم مقارنة ببداية الدراسة. يعني هذا أن الاستخدام الموضعي للبيوتين كان قادرًا على عبور حاجز الجلد والدخول إلى الدم.

بَخَّاخ البيوتين هو منتج تجميلي رائج قد يدعم إنتاج شعر أطول، وأقوى، وأكثر لمعانًا وصحة. قد يعزز بَخَّاخ البيوتين الشعر الصحي، ويمنع تساقط الشعر، ويزيد من جودة الشعر، بل ويوفر إحساسًا أكبر بالراحة لأولئك الذين يسعون إلى تحسين جودة شعرهم. قد يساهم جعل بَخَّاخ البيوتين جزءًا من روتين الشعر الصحي في تحسين صحة الشعر بشكل عام لسنوات قادمة.

المراجع:

  1. Ablon G., Kogan S. (2018). Glynis A. A Double-blind, Placebo-controlled Study Evaluating the Efficacy of an Oral Supplement in Women with Self-perceived Thinning Hair. Journal of Drugs in Dermatology, 17(5), 558–565.
  2. Aksac SE, Bilgili SG, Yavuz GO, Yavuz IH, Aksac M, Karadag AS. Evaluation of biophysical skin parameters and hair changes in patients with acne vulgaris treated with isotretinoin, and the effect of biotin use on these parameters. International Journal of Dermatology, 60(8), 980–985. https://doi.org/10.1111/ijd.15485
  3. Asghar F, Shamim N, Farooque U, Sheikh H, Aqeel R. Telogen Effluvium: A Review of the Literature. Cureus. 2020;12(5):e8320. Published 2017 May 29. doi:10.7759/cureus.1288
  4. Makino Y, Osada K, Sone H, et al. Percutaneous absorption of biotin in healthy subjects and in atopic dermatitis patients. J Nutr Sci Vitaminol (Tokyo). 1999;45(3):347-352. doi:10.3177/jnsv.45.347
  5. Sant'Anna Addor FA, Donato LC, Melo CSA. Comparative evaluation between two nutritional supplements in the improvement of telogen effluvium. Clin Cosmet Investig Dermatol. 2020;13:359-370. Published 2016 Oct 7. doi:10.2147/CCID.S115519
  6. Trüeb RM. Serum Biotin Levels in Women Complaining of Hair Loss. Int J Trichology. 2016;8(2):73-77. doi:10.4103/0974-7753.188040
  7. Zempleni J, Wijeratne SSK, Hassan YI. Biotin. Biofactors. 2009;35(1):36-46. doi:10.1002/biof.8