الجذر الذهبي (عشبة الجذر الذهبي) هو أقوى الأعشاب وأكثرها تنوعًا من صنف الأعشاب الطبية الذي يسمى النباتات المتكيفة (الأدابتوجين) وذلك بسبب آثاره على القدرة على تحمل عدد كبير من عوامل الضغط، مثل الضغط الجسدي والنفسي والسموم التي تصيب الجسم والمواد الكيميائية والعدوى والسرطانات والشيخوخة وغيرها.

تنمو عشبة الجذر الذهبي في البراري على ارتفاعات شاهقة تتراوح بين 8000 و 10,000 قدم في جبال سيبيريا وجمهورية جورجيا والدول الإسكندنافية. وعلى مر القرون، قام الأشخاص الذين يسكنون هذه المناطق المرتفعة بحصد جذورها واستخدموها للبقاء على قيد الحياة في ظل هذه الظروف القاسية، وكانوا قد أبقوا مكان هذه العشبة سرًا لم يكشفوه لأحد، وبادلوها مقابل أشياء أخرى كذلك. كان أباطرة الصين يرسلون البعثات الاستكشافية ليعودوا لهم بالجذر الثمين الذي كان يعرف باسم الجذر الذهبي أو جذر الملوك. وكانت مستخلصات هذا الجذر تستخدم لعلاج أنواع العدوى المختلفة ولتعزيز الطاقة ووظائف الدماغ والقوة الجسدية والخصوبة والوظيفة الجنسية كذلك.

وفي يومنا هذا، وبسبب ارتفاع الطلب على الأعشاب المتكيفة، فإن عشبة الجذر الذهبي أصبحت نبتة محمية وأصبحت تزرع على نطاق واسع في الدول الإسكندنافية وأوروبا الشرقية. وعلى الرغم من أن عشبة الجذر الذهبي التي تزرع أقل قوة من مثيلتها البرية، إلا أنه عندما تزرع بعناية ويصنع مستخلصها على نحو الصحيح، فإن هذه العشبة المزروعة يمكن استخدامها لإنتاج مكملات فعالة. ويمكن تحديد أفضل المنتجات جودة من خلال مؤلفات خبراء طب الأعشاب أو من خلال إيجاد علامات تجارية وأنواع أثبتت فعاليتها في الدراسات البحثية المنشورة.

تستخدم المركبات المُحدِدة للفعالية لضمان أن المنتجات تحتوي على عشبة الجذر الذهبي فعلًا دون وجود مواد مغشوشة. ويستخدم كل من الروزافين والساليدروسايد (روديولوسايد) والتايروسول كمركبات لتحديد الفعالية في المستخلصات الموحدة. لكن ولسوء الحظ، فإن نظام التوحيد غير مضمون، فمن الممكن الآن للشركات أن تصنع مركبات تحديد فعالية وإضافتها لدفعات المستخلصات العشبية لاجتياز فحص متطلبات التوحيد. 

العديد من المركبات النشطة بيولوجيًا

عادة ما يسأل الناس كيف يمكن لعشبة واحدة أن يكون لها العديد التأثيرات العلاجية؟ الإجابة عن ذلك بسيطة، تحتوي عشبة الجذر الذهبي على العديد من المركبات النشطة بيولوجيًا التي لها تأثيرات أحادية الجانب وأخرى تآزرية (تعمل معًا)، على سبيل المثال: مضاد أكسدة، أو مقاوم للإرهاق أو مضاد للاكتئاب. وتظهر الدراسات في علم الوراثة أن جرعة واحدة من مستخلص الجذر الذهبي قد تؤثر على نشاط أكثر من 800 جين. إليكم قائمة بالطرق التي يمكنكم الحصول فيها على الفوائد المحتملة لهذه العشبة المتكيفة.

تعزيز الطاقة والحفاظ عليها - تقليل مستوى الإرهاق

زيادة مستوى الطاقة هو أول ما يلاحظه الأشخاص عند البدء بتناول الجذر الذهبي، فعلى النقيض من الأدوية الصناعية المنشطة، فإن الجذر الذهبي ينتج زيادة تدريجية في الطاقة تستمر لمدة 8 ساعات ومن ثم تعود لتنخفض تدريجيًا، ونتيجة لذلك فإنه لا يسبب أي إدمان أو أعراض انسحاب من الجسم.

وبشكل عام، فإن الجذر الذهبي يزيد من قدرة الخلايا على إنتاج جزيئات عالية الطاقة، وينتج ذلك عن أن العديد من أنواع الخلايا، مثل خلايا العضلات والخلايا العصبية وغيرها، تمتلك الكمية اللازمة من الطاقة للاستمرار في العمل بشكل جيد لمدة أطول من الزمن، كما أنها قد تمتلك طاقة أكبر للحفاظ على آليات الإصلاح الخلوي. إضافة إلى ذلك فإن الجذر الذهبي يحمي الخلايا من ضرر الأكسدة، والسموم، وزيادة البرودة أو الحرارة، والعدوى، وانخفاض مستويات الأكسجين، وغيرها من أشكال الضغط.

يمكن لعشبة الجذر الذهبي أن تساعد في تقليل الإرهاق جرّاء أي أسباب أخرى، بما فيها الضغط العصبي والعمل الزائد والمرض والحرمان من النوم والتقدم في العمر.

ارفع من نسبة ذكائك طبيعيًا

أظهرت العديد من الدراسات أن الجذر الذهبي يمكنه تحسين الوظيفة الإدراكية والذاكرة والأداء الذهني، خصوصًا تحت ظروف الضغط. على سبيل المثال، في دراسات معشاة مراقبة ارتكب الأشخاص الذين أعطوا الجذر الذهبي أخطاء أقل ممن أعطوا علاجًا وهميًا. إضافة إلى ذلك، فكلما ازداد وقت اختبار هؤلاء الأشخاص فإن أداءهم أصبح أفضل، ما يعني أن العشبة مكنت الأشخاص من الحفاظ على مستوى أعلى من الأداء دون الإصابة بإرهاق عقلي لمدة تصل إلى 8 ساعات.

الشيخوخة لدى النساء - التغيرات عند انقطاع الطمث (سن اليأس)

في الممارسات المخبرية نجد أن الجذر الذهبي مفيد خصوصًا للنساء اللواتي يعانين من "ضباب الدماغ" خلال فترة انقطاع الطمث أو بعدها. تجلب هذه المرحلة من العمر العديد من عوامل الضغط معها، حيث أن النساء يتعاملن مع متطلبات العمل، والمسؤوليات العائلية، وتقدم الوالدين في العمر، والعديد من المشاكل الصحية التي تؤثر عليهن وعلى من يهتممن لأمرهن. وتميل هذه العوامل للازدياد في فترة من الحياة عندما تبدأ الطاقة بالانخفاض لدى النساء. وعندما تفوق متطلبات الحياة مستويات الطاقة التي يمتلكنها، فإن الظروف تجعلهن متعبات ومتهيجات ومكتئبات بعض الشيء. وما يجعل الأمور أسوء، أنه عندما يتقدمن في العمر يصعب القيام بعدة مهام ومتابعة التفاصيل كذلك. ولكن نحن نتوقع من أنفسنا أن ندير كل شيء دون ارتكاب أخطاء، ونتيجة لذلك، فعندما نرى أنه لا يمكننا فعل كل شيء كما نريد، فإننا نبدأ بالشعور بالإحباط وانعدام الأمان وتدني تقدير الذات، وهذا يؤثر على علاقاتنا. 

يمكن أن تكون فترة انقطاع الطمث فترة تؤثر على وضعنا وصحتنا، ويمكن أن توفر لنا الزخم للقيام بالتغييرات في نمط حياتنا ما سيساعدنا على العيش مدة أطول وبصحة أفضل وأن نعيش حياة أسعد. وبالتأكيد فإن الجذر الذهبي ليس حلًا سحريًا، ولكنه قد يساعد على الدوام من خلال تحسين الطاقة والتركيز الذهني وتحسين المزاج، إلا أنه وجدت دراسة مثيرة للاهتمام أن النساء اللواتي يعانين من الاكتئاب ممن تناولن الجذر الذهبي لم يتحسن مزاجهن فحسب، بل تحسن تقديرهن لذاتهن كذلك.

الشيخوخة لدى الرجال - تغيرات سن اليأس (الإياس)

يمكن أن يبدأ سن اليأس لدى الرجال في وقت مبكر، حيث يمكن أن يبدأ بعمر 35 عامًا وبمتوسط يصل إلى 44. ويمكن أن يظهر هذا التغير على شكل تغيرات هرمونية وجسدية ونفسية وشخصية وجنسية واجتماعية وروحانية. كما أن تراجع مستويات التستوستيرون والرغبة الجنسية والخصوبة والطاقة والمزاج وتقدير الذات والقوة الجسدية والوظيفة الإدراكية تساهم جميعها في هذه التأثيرات. ويمكن أن تحدث هذه التأثيرات فقط عندما يتقدم الرجال في وظائفهم ويحملون مسؤوليات أكبر على عاتقهم، وعندما يواجهون المزيد من الطلبات التي تضغط على وقتهم وطاقتهم. كما يمكن لهذا الوقت أن يكون أول مرة يعاني فيها الرجال من ارتفاع مستويات الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم وآلام الصدر أو تضخم البروستاتا، وهذه أمور كثيرة ويصعب التعامل معها جميعًا. يمكن لعشبة الجذر الذهبي أن تحسن من المرونة والثقة والإنتاجية في العمل والأداء الرياضي لدى الرجال. فقد أظهرت الدراسات التي أجريت على تركيبة ADAPT التي تحتوي على الجذر الذهبي (Schizandra chinensis و Eleutherococcus senticosus) تحسنًا ملحوظًا في القدرة على التحمل والأداء الجسدي.

تحسين المزاج

يمكن استخدام الجذر الذهبي لعلاج الاكتئاب الخفيف إلى المعتدل، خصوصًا أنواع الاكتئاب التي يميل فيها الشخص لأن يكون متعبًا وخاملًا. إضافة إلى ذلك، يمكن استخدامه كمساعد لتحسين الاستجابة لمضادات الاكتئاب. وفقط 30% من الأشخاص الذين يعطون مضادات الاكتئاب يمكنهم الوصول إلى الشفاء الكامل، فأغلبية الأشخاص، الذين تحسنوا بشكل جزئي، قد يستمرون في المعاناة من الأعراض المتبقية، وفي العديد من الحالات، فإن إضافة الجذر الذهبي يمكن أن يكون مفيدًا.

اضْطراب نقص الانتباه

يمكن للجذر الذهبي تحسين التركيز الذهني، ويمكن أن يكون مفيدًا لبعض الأشخاص الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه مع أو دون فرط النشاط. بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من فرط الحركة وتشتت الانتباه أو الأشخاص الذين لا يمكنهم تحمل الأدوية المحفزة، فإن الجذر الذهبي قد يكون خيارًا مناسبًا لهم. كما يمكن لإضافة الجذر الذهبي إلى الأدوية المنشطة أن يكون مفيدًا للأشخاص الذين يتناولونه بجرعات خفيفة للتحكم بالأعراض بصورة كاملة.

دوار المرتفعات

يستخدم الناس الذين يعيشون على مرتفعات عالية الجذر الذهبي منذ عصور للحفاظ على قوتهم وقدرتهم على التحمل. حيث تظهر الدراسات قدرتها على تحسين قدرة الحيوانات على تحمل انخفاض مستوى الأوكسجين. ووجدنا في أعمالنا المخبرية أن الأشخاص الذين يسافرون لمناطق مرتفعة يمكن أن تساعدهم العشبة على تجنب أعراض دوار المرتفعات قبيل الرحلة وخلالها.

إرهاق السفر

يعاني الكثير من الأشخاص الإرهاق جراء السفر إلى منطقة زمنية أخرى، ويمكن لتناول الجذر الذهبي في صباح الوصول وفي الأيام التالية القليلة أن يقلل الوقت المستغرق للاعتياد على تغير المنطقة الزمنية.

الخصوبة

يستخدم الجذر الذهبي في الطب التقليدي لتحسين الخصوبة لدى الرجال والنساء. وعلى الرغم من عدم إجراء دراسات رسمية على الإنسان بخصوص ذلك، فإن الدراسات على الحيوانات تفترض وجود فوائد محتملة. على سبيل المثال: أظهرت دراسة على الحيوانات أن إضافة الجذر الذهبي إلى الحيوانات المنوية التي جرى تجميدها لتلقيح الحيوانات حسّن حركة الحيوانات المنوية وحيويتها. 

ووجدت دراسة صغيرة أجراها طبيب نسائي روسي أن من بين مجموعة النساء اللواتي يعانين من انحباس الطمث (عدم حدوث الدورة الشهرية) وتناولن الجذر الذهبي عادت لهن الدورة بشكل طبيعي في حوالي 50% من الحالات، ومن بين الـ 50% كان هنالك نساء قادرات على الحمل.

نرى حول العالم تراجع مستوى الخصوبة لدى العديد من الأشخاص، الأمر الذي قد يكون بسبب عوامل التلوث الكيميائية البيئة والطعام الذي نتناوله. إضافة إلى ذلك، يقوم الأشخاص في العديد من الدول بتأخير إنجاب أطفال إلى أواخر الثلاثينات من عمرهم، ولكن الخصوبة تتناقص مع التقدم في العمر لدى الرجال والنساء.

نقوم بعض الأحيان في الممارسات المخبرية بالجمع بين الجذر الذهبي مع محسنات الخصوبة العشبية الأخرى، مثل الماكا (Lepidium meyenii). وبالنسبة للأشخاص والأزواج الذين يؤخرون إنجاب الأطفال إلى ما بعد سن 35، فإن تناول جرعة يومية من الجذر الذهبي قد يزيد من فترة خصوبتهم أو يحسنها.  ولكن ما تزال هنالك حاجة للمزيد من الدراسات حول الجذر الذهبي عند جمعه مع الأعشاب المتكيفة الأخرى لتحسين الخصوبة لدى البشر.

إبطال الأعراض الجانبية للأدوية الموصوفة

تمتلك العديد من الأدوية التي نستخدمها عادة آثارًا جانبية، مثل الإرهاق والتداخل مع الوظائف الإدراكية، وقد يقوم الجذر الذهبي بعكس الآثار الجانبية هذه، وقد يساعد المرضى في تحسين تحملهم للعلاجات التي يتناولونها.

كيفية تحسين فوائد الجذر الذهبي وتقليل آثاره الجانبية

الحصول على أقصى فائدة من الجذر الذهبي

لأن عشبة الجذر الذهبي يمتصها الجسم بأفضل شكل عند تناولها على معدة فارغة، لذلك يجب تناولها قبل تناول الفطور و\أو الغداء بنحو 20 إلى 30 دقيقة. ولأن هذه العشبة لها آثار منشطة، فإنها يمكن أن تفسد النوم إن تناولتها في الظهيرة أو المساء. 

تشير بعض الوصوفات على شبكة الإنترنت عن الجذر الذهبي أنه يفقد فعاليته بعد 6 أو 8 أسابيع. ولكن من تجاربنا، فإننا نجد أنه لمعظم الأشخاص يمكن أن يكون فعالًا عند تناوله بشكل مستمر على المدى الطويل لعدة سنوات أو حسب الحاجة وخلال أوقات التعرض للضغوط. 

الآثار الجانبية للجذر الذهبي ومحاذير الاستخدام

يعتبر الجذر الذهبي آمن بشكل عام، كما أن له آثارًا جانبية قليلة نسبيًا. ومع ذلك فإن بعض الأشخاص قد يكون لديهم حساسية للآثار المنشطة، وقد يتفاعل جسمهم معها على شكل قلق أو تهيج أو أرق. وقد يعاني بعض الأشخاص من الأحلام الواعية خلال أول أسبوعين من تناوله، ولكن هذه الأعراض عادية وغير مقلقة. 

يجب على الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه المنشطات والأشخاص الذين يعانون من الضعف أو كبار السن أن يبدؤوا بجرعات قليلة ومن ثم زيادتها تدريجيًا. قد يكون للجذر الذهبي آثار إضافية عند تناوله مع الكافيين أو الأدوية المنشطة. ونحن ننصح مرضانا أن يقللوا تناولهم للكافيين أو يتوقفوا عنه عند تناول الجذر الذهبي.

يجب على الأشخاص الذين يعانون من الاضطراب ثنائي القطب تناول الجذر الذهبي تحت إشراف الطبيب، لأن الآثار المنشطة له يمكن أن تفاقم الاضطراب والتهيج. 

وعند تناول الجذر الذهبي بجرعات أكبر (أكثر من 450 ملغم يوميًا) فقد يكون له آثار على الصفائح الدموية ومكونات الدم المسؤولة عن التخثر، وإن حدث هذا، فإنه يمكن للشخص ملاحظة زيادة ظهور آثار الكدمات، ومع ذلك لا توجد حالات أبلغ عنها بحدوث نزيف حاد عند استخدام الجذر الذهبي. ولكن إن كان الشخص يتناول أدوية قد تقلل من مستوى تخثر الدم، مثل الأسبرين أو الموترين، فقد تكون هنالك احتمالية أكبر لحدوث نزيف أو الإصابة بكدمات. ويمكن للأشخاص الذين يتناولون مميعات الدم، مثل الكومادين أن يناقشوا هذا مع طبيبهم الذي قد يفحص الفترة التي يحتاجها الدم للتخثر لضمان أنهم لن يتأثروا سلبًا بذلك. كما يوصى بالتوقف عن استخدام الجذر الذهبي قبل 10 أيام من الخضوع لعملية جراحية كبرى.

على الرغم من أن الجذر الذهبي مفيد بشكل عام للقلب، إلا أن الأشخاص الذين يعانون من عدم انتظام دقات القلب أو الخفقة (تسارع دقات القلب) من المحتمل أن تتفاقم لديهم هذه الأعراض عند تناول العشبة. 

تظهر الدراسات على الحيوانات أن الجذر الذهبي لا يؤثر على الأجنة، ما يعني أنه لا يتسبب بتشوهات خلقية. والجدير بالذكر أنه لم تجرى دراسات على البشر لسلامته على الحمل أو الرضاعة.

التفاعلات الدوائية

هنالك سوء فهم وحيد، أن الجذر الذهبي يمكن أن يتفاعل مع الأدوية لأنه يؤثر على إنزيمات CYP (التي تعمل على استقلاب أي أدوية)، وهذا من دراسة اختبرت فيها مستخلصات الجذر الذهبي في المختبر (أضيفت إلى مواد أخرى في أنبوب اختبار). يمكن أن تكون تأثيرات المستخلصات العشبية في البيئة المخبرية مختلفة جدًا عن تأثيراتها عندما يتناولها البشر أو الحيوانات الأخرى (في الجسم الحي). فعندما تهضم المكملات، فإنه يجري تكسيرها بالأنزيمات الهضمية وتخضع لعملية الاستقلاب التي تحولها إلى مركبات مختلفة تسمى مستقلبات ثانوية، التي قد لا يكون لها تداخلات كبيرة مع أي أدوية، أو قد يكون لها تأثيرات معاكسة لما تم إيجاده في البيئة المخبرية. 

إن الطريقة الوحيدة لإثبات التفاعل الدوائي بين الأعشاب والأدوية هو اختبار العشبة والدواء معًا على البشر. وإلى الآن، لم تظهر عشبة الجذر الذهبي أي تداخلات كبيرة مخبريًا مع معظم الأدوية، ولكنها تمتلك تأثيرًا مثبطًا خفيفًا على إنزيم CYP2C9 في البشر. وقد يرتبط هذا مخبريًا خلال العلاج بركيزة CYP2C9 (أدوية يستقلبها الأنزيم ذاته) مع وجود أدوية لها هامش علاجي ضيق، مثل فينيوتين والوارافين. ومرة أخرى، فإننا نقول أن أي تغيرات في تأثيرات الفينيوتين أو الوارافين يمكن للطبيب مراقبتها وتعديل الجرعة وفقًا لها.

ما الجرعة الأكثر تأثيرًا من الجذر الذهبي؟

الجرعة المثلى من الجذر الذهبي تعتمد على الاحتياجات والحساسيات لدى الشخص، كما أنها تعتمد على فعالية النوع الذي تتناوله.

يستجيب بعض الأشخاص لجرعات قليلة بمقدار 50 ملغم يوميًا، في حين قد يحتاج آخرون لجرعة قدرها 400 ملغم مرتان في اليوم، ولكن معدل الجرعة للبالغين تتراوح بين 300 و 600 ملغم يوميًا. كما تظهر الدراسات أنه لا توجد فائدة من تناول أكثر من 900 ملغم يوميًا بالمجمل.

النهج المعقول للبدء بتناول الجذر الذهبي هو البدء بجرعة منخفضة نسبيًا، كتناول 150 ملغم يوميًا، ومن ثم زيادتها بمقدار 150 ملغم كل 3 إلى 7 أيام حتى يأخذ مفعوله. وإذا ما أحسست بآثار جانبية له، فقد لا يكون من الممكن زيادة الجرعة، أو قد يكون من الضروري زيادة الجرعة بكميات أقل على فترة أطول. 

بالنسبة للعلاج ضد الاكتئاب أو فرط الحركة وتشتت الانتباه أو الضعف الإدراكي، فقد يكون من الضروري تناول جرعات تصل إلى 900 ملغم يوميًا، إلا في حال إصابة الشخص بآثار جانبية. عند تناول جرعات كبيرة، مثلًا من 450 إلى 900 ملغم يوميًا، فإنه يجب مراقبة المرضى لمعرفة مدى سهولة تعرضهم للكدمات، ويجب نصحهم بعدم تناول مميعات الدم مثل الأدوية التي تحتوي على الأسبرين. 

للحصول على توجيهات محددة أكثر حول الجرعات للأمراض المختلفة، يمكنكم العودة إلى Brown and Gerbarg لعامي 2009 و 2017. 

المراجع:

  1. Brown RP, Gerbarg PL, and Ramazanov Z. 2002. A Phytomedical Review of Rhodiola rosea. Herbalgram, 56:40-62.
  2. Brown RP, Gerbarg PL, and Graham, B. 2004. The Rhodiola Revolution. New York: Rodale Press.
  3. Brown RP, Gerbarg PL., and Muskin PR. 2009. In How to Use Herbs, Nutrients, and Yoga in Mental Health Care. New York: W.W. Norton & Company.
  4. Brown RP and Gerbarg PL. 2012. Non-drug Treatments for ADHD. New Options for Kids, Adults, and Clinician. New York: W.W. Norton & Company.
  5. Darbinyan, VG, Aslanyan, et al. 2007. “Clinical trial of Rhodiola rosea L. extract SHR-5 in the treatment of mild to moderate depression. Nord J psychiatry 61(5): 343-348.
  6. Gerbarg PL, Brown RP. 2017. Integrating Rhodiola rosea in Practice: Clinical Cases. Complementary and Integrative Treatments in Psychiatric Practice, edited by Gerbarg PL, Brown RP and Muskin PR. Washington D.C., American Psychiatric Association Publishing, pp 135-142.
  7. Gerbarg PL, Brown RP. 2016. Pause menopause with Rhodiola rosea, a natural selective estrogen receptor modulator. Phytomedicine. 23(9):763-9.
  8. Gerbarg PL and Brown RP. 2016. Chapter 28: Therapeutic Nutrients and Herbs. In Psychiatric Care of the Medical Patient 4th Edition. David D'Addona, Barry Fogel, and Donna Greenberg (Eds.) Oxford University Press, Inc., New York. pp 545-610. ISBN-13: 978-0199731855, ISBN-10: 0199731853.
  9. Panossian A, Gerbarg PL. 2016. Chapter 13. Potential Use of Plant Adaptogens in Age-Related Disorders. In Lavretsky H, Sajatovic M, Reynolds C. Complementary and Integrative Therapies for Mental Health and Aging. New York, Oxford University Press, pp 197-212. USBN: 978-0-19-938086-2.   
  10. Panossian, A, Hovhannisyan, A, Abrahamyan, H, et al. 2009. Pharmacokinetic and pharmacodynamic study of interaction of Rhodiola rosea SHR-5 extract with warfarin and theophylline in rats. Phytother Res Mar 23(3): 351-7.
  11. Shevtsov, VA, Zholus, I, et al. 2003. A randomized trial of two different doses of a SHR-5 Rhodiola rosea extract versus placebo and control of capacity for mental work. Phytomedicine 10(2-3): 95-105.
  12. Spasov, AA, Wikman, GK, et al. 2000. A double-blind placebo-controlled pilot study of the stimulating and adaptogenic effect of Rhodiola rosea SHR-5 extract on the fatigue of students caused by stress during an examination period with a repeated low-dose regimen. Phytomedicine 7:85-89.
  13. Thu OK, Spigset O, Nilsen OG, et al. 2016. Effect of commercial Rhodiola rosea on CYP enzyme activity in humans. Eur J Clin Pharm. 72(3)295-300. doi: 10.1007/s00228-015-1988-7.